الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } * { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ }

{ لَمِنكُمْ } لمن جملة المسلمين { يَفْرَقُونَ } يخافون القتل وما يفعل بالمشركين، فيتظاهرون بالإسلام تقية { مَلْجَئاً } مكاناً يلتجئون إليه متحصنين به من رأس جبل أو قلعة أو جزيرة { أَوْ مَغَـٰرَاتٍ } أو غيراناً. وقرىء بضم الميم، من أغار الرجل وغار إذا دخل الغور. وقيل هو تعدية غار الشيء وأغرته أنا، يعني أمكنة يغيرون فيها أشخاصهم. ويجوز أن يكون من أغار الثعلب، إذا أسرع، بمعنى مهارب ومفارّ { أَوْ مُدَّخَلاً } أو نفقاً يندسون فيه وينجحرون، وهو مفتعل من الدخول. وقرىء مدخلاً من دخل ومدخلاً من أدخل مكاناً يدخلون فيه أنفسهم. وقرأ أبيّ بن كعب رضي الله عنه متدخلاً وقرىء لو ألوا إليه لالتجؤا إليه { يَجْمَحُونَ } يسرعون إسراعاً لا يردّهم شيء من الفرس الجموح، وهو الذي إذا حمل لم يردّه اللجام. وقرأ أنس رضي الله عنه يجمزون. فسئل فقال يجمحون ويجمزون ويشتدّون واحد.