الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَٰفِرُونَ }

الإعجاب بالشيء أن يسرّ به سرور راض به متعجب من حسنه. والمعنى فلا تستحسن ولا تفتنن بما أوتوا من زينة الدنيا، كقوله تعالىوَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ } طه 131 فإن الله تعالى إنما أعطاهم ما أعطاهم للعذاب، بأن عرضه للتغنم والسبي، وبلاهم فيه بالآفات والمصائب، وكلفهم الإنفاق منه في أبواب الخير، وهم كارهون له على رغم أنوفهم، وأذاقهم أنواع الكلف والمجاشم في جمعه واكتسابه وفي تربية أولادهم. فإن قلت إن صحّ تعليق التعذيب بإرادة الله تعالى، فما بال زهوق أنفسهم { وَهُمْ كَـٰفِرُونَ }؟ قلت المراد الاستدراج بالنعم، كقوله تعالىإِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً } آل عمران 178 كأنه قيل ويريد أن يديم عليهم نعمته إلى أن يموتوا وهم كافرون ملتهون بالتمتع عن النظر للعاقبة.