الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ }

قرأ ابن مسعود رضي الله عنه «قل هل يصيبنا». وقرأ طلحة رضي الله عنه «هل يصيّبنا»، بتشديد الياء. ووجهه أن يكون «يفعيل» لا «يفعل» لأنه من بنات الواو، كقولهم الصواب، وصاب السهم يصوب، ومصاوب في جمع مصيبة، فحقّ «يفعل» منه «يصوّب» ألا ترى إلى قولهم صوّب رأيه، إلاّ أن يكون من لغة من يقول صاب السهم يصيب. ومن قوله أسهمي الصائبات والصيب، واللام في قوله { إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا } مفيدة معنى الاختصاص كأنه قيل لن يصيبنا إلاّ ما اختصنا الله به بإثباته وإيجابه من النصرة عليكم أو الشهادة. ألا ترى إلى قوله { هُوَ مَوْلَـٰنَا } أي الذي يتولانا ونتولاه، ذلك بأنّ الله مولى الذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } وحق المؤمنين أن لا يتوكلوا على غير الله، فليفعلوا ما هو حقهم.