الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلأَشْهُرُ ٱلْحُرُمُ فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَٱحْصُرُوهُمْ وَٱقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

انسلخ الشهر، كقولك انجرد الشهر، وسنة جرداء. و { ٱلاشْهُرُ ٱلْحُرُمُ } التي أبيح فيها للناكثين أن يسيحوا { فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ } يعني الذين نقضوكم وظاهروا عليكم { حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } من حلٍّ أو حرم { وَخُذُوهُمْ } وأسروهم. والأخيذ الأسير { وَٱحْصُرُوهُمْ } وقيدوهم وامنعوهم من التصرف في البلاد. وعن ابن عباس رضي الله عنه حصرهم أن يحال بينهم وبين المسجد الحرام { كُلَّ مَرْصَدٍ } كلّ ممرّ مجتاز ترصدونهم به، وانتصابه على الظرف كقولهلأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرٰطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } الأعراف 16. { فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ } فأطلقوا عنهم بعد الأسر والحصر. أو فكفوا عنهم ولا تتعرّضوا لهم كقوله
خَلِّ السَّبِيلَ لِمَنْ يَبْنِي الْمَنَارَ بِهِ   
وعن ابن عباس رضي الله عنه دعوهم وإتيان المسجد الحرام { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } يغفر لهم ما سلف من الكفر والغدر.