الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوۤاْ أُوْلِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ }

قيل 493 قال صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب " أنت أعظم الناس عليَّ حقاً، وأحسنهم عندي يداً، فقل كلمة تجب لك بها شفاعتي " ، فأبى فقال " لا أزال أتسغفر لك ما لم أنه عنه " ، فنزلت. وقيل 494 لما افتتح مكة سأل أي أبويه أحدث به عهداً؟ فقيل أمك آمنة، فزار قبرها بالأبواء، ثم قام مستعبراً فقال إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي، فنزلت. وهذا أصحّ لأنّ موت أبي طالب كان قبل الهجرة، وهذا آخر ما نزل بالمدينة. وقيل استغفر لأبيه. وقيل 495 قال المسلمون ما يمنعنا أن نستغفر لآبائنا وذوي قرابتنا وقد استغفر إبراهيم لأبيه، وهذا محمد يستغفر لعمه { مَا كَانَ لِلنَّبِىّ } ما صح له الاستغفار في حكم الله وحكمته { مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَـٰبُ ٱلْجَحِيمِ } لأنهم ماتوا على الشرك.