الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

{ وَقُلِ } لهؤلاء التائبين { ٱعْمَلُواْ } فإن عملكم لا يخفى - خيراً كان أو شراً - على الله وعباده كما رأيتم وتبين لكم. والثاني أن يراد غير التائبين ترغيباً لهم في التوبة، فقد روي أنهم لما تيب عليهم قال الذين لم يتوبوا هؤلاء الذين تابوا كانوا بالأمس معنا لا يكلمون ولا يجالسون فما لهم فنزلت. فإن قلت فما معنى قوله { وَيَأْخُذُ ٱلصَّدَقَـٰتِ } قلت هو مجاز عن قبوله لها، وعن ابن مسعود رضي الله عنه إن الصدقة تقع في يد الله تعالى قبل أن تقع في يد السائل والمعنى أنه يتقبلها ويضاعف عليها، وقوله { فَسَيَرَى ٱللَّهُ } وعيد لهم وتحذير من عاقبة الإصرار والذهول عن التوبة.