الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

{ وَالسَّـابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَـاجِرِينَ } هم الذين صلّوا إلى القبلتين. وقيل الذين شهدوا بدراً. وعن الشعبي من بايع بالحديبية وهي بيعة الرضوان ما بين الهجرتين { و } من { الأنصار } أهل بيعة العقبة الأولى، وكانوا سبعة نفر، وأهل العقبة الثانية وكانوا سبعين، والذين آمنوا حين قدم عليهم أبو زرارة مصعب بن عمير فعلمهم القرآن. وقرأ عمر رضي الله عنه «والأنصارُ» بالرفع عطفاً على السابقون. وعن عمر أنه كان يرى أن قوله { وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ } بغير واو صفة للأنصار، حتى قال له زيد إنه بالواو، فقال ائتوني بأبيّ، فقال تصديق ذلك في أول الجمعةوَءاخَرِينَ مِنْهُم } الجمعة 3 وأوسط الحشروَٱلَّذِينَ جاءوا مّن بَعْدِهِمْ } الحشر 10 وآخر الأنفالوَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِن بَعْدُ } الأنفال 75. وروي أنه سمع رجلاً يقرؤه بالواو، فقال من أقرأك؟ قال أبيّ، فدعاه فقال أقرأنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنك لتبيع القرظ بالبقيع، قال صدقت، وإن شئت قلت شهدنا وغبتم، ونصرنا وخذلتم، وآوينا وطردتم. ومن ثم قال عمر لقد كنت أرانا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا، وارتفع السابقون بالابتداء، وخبره { رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ } ومعناه رضي عنهم لأعمالهم { وَرَضُواْ عَنْهُ } لما أفاض عليهم من نعمته الدينية والدنيوية وفي مصاحف أهل مكة تجري من تحتها، وهي قراءة ابن كثير، وفي سائر المصاحف تحتها، بغير من.