الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ } * { ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً } * { فَٱدْخُلِي فِي عِبَادِي } * { وَٱدْخُلِي جَنَّتِي }

{ يَٰۤأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسَ } على إرادة القول، أي يقول الله للمؤمن { يَٰۤأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسَ } إمّا أن يكلمه إكراماً له كما كلم موسى صلوات الله عليه، أو على لسان ملك. و { ٱلْمُطْمَئِنَّةُ } الآمنة التي لا يستفزّها خوف ولا حزن، وهي النفس المؤمنة أو المطمئنة إلى الحق التي سكنها ثلج اليقين فلا يخالجها شك، ويشهد للتفسير الأوّل، قراءة أبيّ بن كعب «يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة» فإن قلت متى يقال لها ذلك؟ قلت إمّا عند الموت. وإمّا عند البعث، وإمّا عند دخول الجنة. على معنى ارجعي إلى موعد ربك { رَّاضِيَةٍ } بما أوتيت { مَّرْضِيَّةً } عند الله { فَٱدْخُلِى فِى عِبَادِى } في جملة عبادي الصالحين، وانتظمي في سلكهم { وَٱدْخُلِى جَنَّتِى } معهم، وقيل النفس الروح. ومعناه فادخلي في أجساد عبادي. وقرأ ابن عباس «فادخلي في عبدي»، وقرأ ابن مسعود «في جسد عبدي». وقرأ أبيّ «ائتي ربك راضية مرضية، ادخلي في عبدي» وقيل نزلت في حمزة بن عبد المطلب. وقيل في خبيب بن عدي الذي صلبه أهل مكة وجعلوا وجهه إلى المدينة، فقال اللهم إن كان لي عندك خير فحوّل وجهي نحو قبلتك، فحوّل الله وجهه نحوها فلم يستطع أحد أن يحوّله، والظاهر العموم. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1301 " من قرأ سورة الفجر في الليالي العشر غفر له ومن قرأها في سائر الأيام كانت له نوراً يوم القيامة ".