الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

{ إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ ٱلْفَتْحُ } خطاب لأهل مكة على سبيل التهكم، وذلك أنهم حين أرادوا أن ينفروا تعلقوا بأستار الكعبة وقالوا اللهمّ انصر أقرانا للضيف وأوصلنا للرحم وأفكنا للعاني، إن كان محمد على حق فانصره، وإن كنا على حق فانصرنا. وروي أنهم قالوا اللهم انصر أعلى الجندين، وأهدى الفئتين، وأكرم الحزبين. وروي أنّ أبا جهل قال يوم بدر اللهمّ أينا كان أهجر وأقطع للرحم فأحنه اليوم، أي فأهلكه. وقيل { إِن تَسْتَفْتِحُواْ } خطاب للمؤمنين { وَإِن تَنتَهُواْ } خطاب للكافرين، يعني وإن تنتهوا عن عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم { فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } وأسلم { وَإِن تَعُودُواْ } لمحاربته { نَعُدْ } لنصرته عليكم { وَأَنَّ ٱللَّهَ } قرىء بالفتح على ولأن الله معين المؤمنين كان ذلك وقرىء بالكسر، وهذه أوجه. ويعضدها قراءة ابن مسعود «والله مع المؤمنين» وقرىء «ولن يغني عنكم» بالياء للفصل.