الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ }

{ ذٰلِكُمْ } إشارة إلى ما أصابهم من الضرب والقتل والعقاب العاجل، ومحله الرفع على الابتداء و { بِأَنَّهُمْ } خبره، أي ذلك العقاب وقع عليهم بسبب مشاقتهم. والمشاقة مشتقة من الشق، لأن كلا المتعاديين في شق خلاف شق صاحبه، وسئلت في المنام عن اشتقاق المعاداة فقلت لأن هذا في عدوة وذاك في عدوة، كما قيل المخاصمة والمشاقة، لأن هذا في خصم أي في جانب، وذاك في خصم، وهذا في شق، وذاك في شق. والكاف في { ذٰلِكَ } لخطاب الرسول عليه الصلاة و السلام، أو لخطاب كل واحد، وفي { ذٰلِكُمْ } للكفرة، على طريقة الالتفات. ومحل { ذٰلِكُمْ } الرفع على ذلكم العقاب، أو العقاب ذلكم { فَذُوقُوهُ } ويجوز أن يكون نصباً على عليكم ذلكم فذوقوه، كقولك زيداً فاضربه { وَأَنَّ لِلْكَـٰفِرِينَ } عطف على ذلكم في وجهيه، أو نصب على أن الواو بمعنى مع. والمعنى ذوقوا هذا العذاب العاجل مع الآجل الذي لكم في الآخرة، فوضع الظاهر موضع الضمير، وقر الحسن «وإن للكافرين» بالكسر.