الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً } * { نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً }

{ إِنَّ هَـٰۤؤُلآءِ } الكفرة { يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ } يؤثرونها على الآخرة، كقولهبَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا } الأعلى 16، { وَرَآءَهُمْ } قدّامهم أو خلف ظهورهم لا يعبأون به { يَوْماً ثَقِيلاً } استعير الثقيل لشدّته وهولِه، من الشيء الثقيل الباهظ لحامله. ونحوهثَقُلَتْ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } الأعراف 187، الأسر الربط والتوثيق. ومنه أسر الرجل إذا أوثق بالقدّ وهو الإسار. وفرس مأسور الخلق. وترس مأسور بالعقب. والمعنى شددنا توصيل عظامهم بعضها ببعض، وتوثيق مفاصلهم بالأعصاب. ومثله قولهم جارية معصوبة الخلق ومجدولته { وَإِذَا شِئْنَا } أهلكناهم و { بَدَّلْنآ أَمْثَـٰلَهُمْ } في شدّة الأسر، يعني النشأة الأخرى. وقيل معناه بدلنا غيرهم ممن يطيع. وحقه أن يجيء بإن، لا بإذا، كقولهوَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } محمد 38،إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } النساء 133.