الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً } * { رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً } * { وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً }

{ وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ } ودم على ذكره في ليلك ونهارك، واحرص عليه، وذكر الله يتناول كل ما كان من ذكر طيب تسبيح، وتهليل، وتكبير، وتمجيد، وتوحيد، وصلاة، وتلاوة قرآن، ودراسة علم، وغير ذلك مما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغرق به ساعة ليله ونهاره { وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ } وانقطع إليه. فإن قلت كيف قيل { تَبْتِيلاً } مكان تبتلا؟ قلت لأن معنى تبتل بتل نفسه، فجيء به على معناه مراعاة لحق الفواصل { رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ } قرىء مرفوعاً على المدح، ومجروراً على البدل من ربك. وعن ابن عباس على القسم بإضمار حرف القسم، كقولك الله لأفعلنّ، وجوابه { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } كما تقول والله لا أحد في الدار إلا زيد. وقرأ ابن عباس «رب المشارق والمغارب» { فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً } مسبب على التهليلة لأنه هو وحده هو الذي يجب لتوحده بالربوبية أن توكل إليه الأمور. وقيل { وَكِيلاً } كفيلاً بما وعدك من النصر والإظهار. الهجر الجميل أن يجانبهم بقلبه وهواه، ويخالفهم مع حسن المخالفة والمداراة والإغضاء وترك المكافأة. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه إنا لنكشر في وجوه قوم ونضحك إليهم، وإن قلوبنا لتقليهم وقيل هو منسوخ بآية السيف.