الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـٰئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً } * { وَأَمَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً }

{ ٱلْقَـٰسِطُونَ } الكافرون الجائرون عن طريق الحق. وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنّ الحجاج قال له حين أراد قتله ما تقول فيّ؟ قال قاسط عادل، فقال القوم ما أحسن ما قال، حسبوا أنه يصفه بالقسط والعدل فقال الحجاج يا جهلة، إنه سماني ظالماً مشركاً، وتلا لهم قوله تعالى { وَأَمَّا ٱلْقَـٰسِطُونَ } وقوله تعالىثْمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبّهِمْ يَعْدِلُونَ } الأنعام 1، وقد زعم من لا يرى للجن ثواباً أنّ الله تعالى أوعد قاسطيهم وما وعد مسلميهم وكفى به وعداً أن قال { فَأُوْلَـئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً } فذكر سبب الثواب وموجبه، والله أعدل من أن يعاقب القاسط ولا يثيب الراشد.