الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَٰتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ } * { أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ }

البيات يكون بمعنى البيتوتة. يقال بات بياتاً. ومنه قوله تعالىفَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَـٰتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ } الأعراف 4 وقد يكون بمعنى التبييت، كالسلام بمعنى التسليم. يقال بيته العدو بياتاً، فيجوز أن يراد أن يأتيهم بأسنا بائتين، أو وقت بيات، أو مبيتاً، أو مبيتين، أو يكون بمعنى تبييتاً، كأنه قيل أن يبيتهم بأسنا بياتاً. و { ضُحًى } نصب على الظرف. يقال أتانا ضحى، وضحيا، وضحاء والضحى - في الأصل - اسم لضوء الشمس إذا أشرقت وارتفعت. والفاء والواو في { أَفَأَمِنَ } و { أَوَ أَمِنَ } حرفا عطف دخلت عليهما همزة الإنكار. فإن قلت ما المعطوف عليه؟ ولم عطفت الأولى بالفاء والثانية بالواو؟ قلت المعطوف عليه قوله { فَأَخَذْنَـٰهُمْ بَغْتَةً } وقولهوَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ } الأعراف 96 إلى { يَكْسِبُونَ } وقع اعتراضاً بين المعطوف والمعطوف عليه، وإنما عطف بالفاء، لأنّ المعنى فعلوا وصنعوا فأخذناهم بغتة أبعد ذلك أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وأمنوا أن يأتيهم بأسنا ضحى؟ وقرىء أو أمن على العطف بأو { وَهُمْ يَلْعَبُونَ } يشتغلون بما لا يجدي عليهم كأنهم يلعبون.