الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ خُذِ ٱلْعَفْوَ وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَاهِلِينَ }

{ ٱلْعَفْوَ } ضد الجهد أي خذ ما عفا لك من أفعال الناس وأخلاقهم وما أتى منهم، وتسهل من غير كلفة، ولا تداقهم، ولا تطلب منهم الجهد وما يشق عليهم حتى لا ينفروا، كقوله صلى الله عليه وسلم 405 " يسروا ولا تعسروا " قال
خذِي الْعَفْوَ مِني تَسْتَدِيمِي مَوَدَّتِي وَلاَ تَنْطِقِي فِي سَوْرَتِي حِينَ أَغْضَبُ   
وقيل خذ الفضل وما تسهل من صدقاتهم، وذلك قبل نزول آية الزكاة، فلما نزلت أمر أن يأخذهم بها طوعاً أو كرهاً. والعرف المعروف والجميل من الأفعال { وَأَعْرِض عَنِ ٱلْجَـٰهِلِينَ } ولا تكافىء السفهاء بمثل سفههم، ولا تمارهم، واحلم عنهم، وأغض على ما يسوؤك منهم. وقيل 406 لما نزلت الآية سأل جبريل ما هذا فقال لا أدري حتى أسأل العالم، ثم رجع فقال «يا محمد» إن ربك أمرك أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك». وعن جعفر الصادق أمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام بمكارم الأخلاق، وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها.