الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ } * { وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ } * { يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ } * { مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ } * { هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ }

الضمير في { يٰلَيْتَهَا } للموتة يقول يا ليت الموتة التي متها { كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ } أي القاطعة لأمري، فلم أبعث بعدها ولم ألق ما ألقى. أو للحالة، أي ليت هذه الحالة كانت الموتة التي قضت عليّ، لأنه رأى تلك الحالة أبشع وأمرّ مما ذاقه من مرارة الموت وشدته فتمناه عندها { مَآ أَغْنَىٰ } نفي أو استفهام على وجه الإنكار، أي أيّ شيء أغنى عني ما كان لي من اليسار { هَلَكَ عَنّى سُلْطَـٰنِيَهْ29 } ملكي وتسلطي على الناس، وبقيت فقيراً ذليلاً. وعن ابن عباس أنها نزلت في الأسود بن عبد الأشد. وعن فناخسرو الملقب بالعضد، أنه لما قال
عَضُدُ الدَّوْلَةِ وَابْنُ رُكْنِهَا مَلِكُ الأمْلاَكِ غَلاَّبُ الْقَدَرْ   
لم يفلح بعده وجنّ فكان لا ينطق لسانه إلا بهذه الآية. وقال ابن عباس ضلت عني حجتي. ومعناه بطلت حجتي التي كنت أحتج بها في الدنيا.