الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } * { فَلاَ تُطِعِ ٱلْمُكَذِّبِينَ } * { وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ }

{ إِنَّ رَّبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ } بالمجانين على الحقيقة، وهم الذين ضلوا عن سبيله { وَهُوَ أَعْلَمُ } بالعقلاء وهم المهتدون. أو يكون وعيداً ووعداً، وأنه أعلم بجزاء الفريقين { فَلاَ تُطِعِ ٱلْمُكَذِّبِينَ } تهييج وإلهاب للتصميم على معاصاتهم، وكانوا قد أرادوه على أن يعبد الله مدة، وآلهتهم مدة، ويكفوا عنه غوائلهم { لَوْ تُدْهِنُ } لو تلين وتصانع { فَيُدْهِنُونَ } فإن قلت لم رفع { فَيُدْهِنُونَ } ولم ينصب بإضمار أن وهو جواب التمني؟ قلت قد عدل به إلى طريق آخر وهو أن جعل خبر مبتدأ محذوف، أي فهم يدهنون، كقوله تعالىفَمَن يُؤْمِن بِرَبّهِ فَلاَ يَخَافُ } الجن 13 على معنى ودوا لو تدهن فهم يدهنون حينئذٍ. أو ودوا إدهانك فهم الآن يدهنون لطمعهم في إدهانك. قال سيبويه وزعم هرون أنها في بعض المصاحف ودوا لو تدهن فيدهنوا.