الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ } * { وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ }

إن مخففة من الثقيلة واللام علمها.وقرأ« ليزلقونك» بضم الياء وفتحها. وزلقه وأزلقه بمعنى ويقال زلق الرأس وأزلقه حلقه،وقرأ« ليزهقونك » من زهقت نفسه وأزهقها، يعني أنهم من شدة تحديقهم ونظرهم إليك شزرا بعيون العداوة والبغضاء، يكادون يزلون قدمك أويهلكونك،من قولهم نظر إلى نظرا يكاد يصرعني، ويكاد يأكلني، أي لو أمكنه بنظره الصراع أو الأكل لفعله،قال
يتقارضون إذا التقوا في مَوْطِنٍ نظرا يزّل مواطىء الأقدامْ   
وقيل كانت العين في بنى أسد، فكان الرجل منهم يتجوّع ثلاثة أيام فلا يمر به شيء فيقول فيه لم أر كاليوم مثله إلا عانه،فأريد بعض العيانين على أن يقول فى رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك،فقاللم أر كاليوم رجلا فعصمه لله.وعن الحسندواء الإصابة بالعين أن تقرأ هذه الآية { لما سمعوا الذكر } أي القرآن لم يملكوا أنفسهم حسدا على ما أوتيت من النبوة { ويقولون إنه لمجنون } حيرة فى أمره وتنفيرا عنه وإلا فقد علموا أنه أعقلهم. والمعنىأنهم جننوه لأجل القرآن { وماهو إلا ذكر } وموعظة { للعالمين } فكيف يجنن من جاء بمثله.عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة القلم أعطاه الله ثواب الذين حسن الله أخلاقهم "