الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَقَالُوۤاْ أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْ وَّٱسْتَغْنَىٰ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }

{ أَلَمْ يَأْتِكُمْ } الخطاب لكفار مكة. { ذَٰلِكَ } إشارة إلى ما ذكر من الوبال الذي ذاقوه في الدنيا وما أعدّ لهم من العذاب في الآخرة { بِأَنَّهُ } بأنّ الشأن والحديث { كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم.... أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا } أنكروا أن تكون الرسل بشراً، ولم ينكروا أن يكون الله حجراً { وَّٱسْتَغْنَىٰ ٱللَّهُ } أطلق ليتناول كل شيء، ومن جملته إيمانهم وطاعتهم. فإن قلت قوله { وَتَوَلَّواْ وَّٱسْتَغْنَىٰ ٱللَّهُ } يوهم وجود التولي والاستغناء معاً، والله تعالى لم يزل غنياً. قلت معناه وظهر استغناء الله حيث لم يلجئهم إلى الإيمان ولم يضطرهم إليه مع قدرته على ذلك.