الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

{ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } إلا بتقديره ومشيئته، كأنه أذن للمصيبة أن تصيبه { يَهْدِ قَلْبَهُ } يلطف به ويشرحه للإزدياد من الطاعة والخير. وقيل هو الاسترجاع عند المصيبة. وعن الضحاك يهد قلبه حتى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه. وما أخطأه لم يكن ليصيبه. وعن مجاهد إن ابتلى صبر، وإن أعطى شكر، وإن ظلم غفر. وقرىء «يهد قلبه»، على البناء للمفعول، والقلب مرفوع أو منصوب. ووجه النصب أن يكون مثل سفه نفسه، أي يهد في قلبه. ويجوز أن يكون المعنى أنّ الكافر ضال عن قلبه بعيد منه، والمؤمن واجد له مهتد إليه، كقوله تعالىٰلِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } ق 37 وقرىء «نهد قلبه»، بالنون. ويهدّ قلبه، بمعنى يهتد. ويهدأ قلبه يطمئن. ويهد. ويهدا على التخفيف { وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } يعلم ما يؤثر فيه اللطف من القلوب مما لا يؤثر فيه فيمنحه ويمنعه.