الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلْحَبِّ وَٱلنَّوَىٰ يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ ٱلْمَيِّتِ مِنَ ٱلْحَيِّ ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ }

{ فَالِقُ ٱلْحَبّ وَٱلنَّوَىٰ } بالنبات والشجر. وعن مجاهد أراد الشقين الذين في النواة والحنطة { يُخْرِجُ ٱلْحَىَّ مِنَ ٱلْمَيّتِ } أي الحيوان، والنامي من النطف. والبيض والحب والنوى { وَمُخْرِجُ } هذه الأشياء الميتة من الحيوان والنامي. فإن قلت كيف قال { مُخْرَجَ ٱلْمَيّتِ مِنَ ٱلْحَىّ } بلفظ اسم الفاعل، بعد قوله { يُخْرِجُ ٱلْحَىَّ مِنَ ٱلْمَيّتِ } قلت عطفه على فالق الحب والنوى، لا على الفعل. ويخرج الحيَّ من الميت موقعة موقع الجملة المبينة لقوله { فَالِقُ ٱلْحَبّ وَٱلنَّوَىٰ } لأنّ فلق الحب والنوى بالنبات والشجر الناميين من جنس إخراج الحيّ من الميت، لأنّ النامي في حكم الحيوان. ألا ترى إلى قولهيُحْيِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ } الروم 50، { ذَلِكُـمُ ٱللَّهُ } أي ذلكم المحي والمميت هو الله الذي تحق له الربوبية { فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } فكيف تصرفون عنه وعن توليه إلى غيره.