الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهَـٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ }

{ مُّبَارَكٌ } كثير المنافع والفوائد { وَلِتُنذِرَ } معطوف على ما دلّ عليه صفة الكتاب، كأنه قيل أنزلناه للبركات، وتصديق ما تقدمه من الكتب والإنذار. وقرىء «ولينذر» بالياء والتاء. وسميت مكة { أُمَّ ٱلْقُرَىٰ } لأنها مكان أول بيت وضع للناس، ولأنها قبلة أهل القرى كلها ومحجهم. لأنها أعظم القرى شأناً لبعض المجاورين
فَمَنْ يَلْقَى فِي الْقُرَيَّاتِ رَحْلَه فَأُمُّ الْقُرَى مُلْقَى رِحَالِي وَمُنْتَابِي   
{ وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلاْخِرَةِ } يصدّقون بالعاقبة ويخافونها { يُؤْمِنُونَ } بهذا الكتاب. وذلك أنّ أصل الدين خوف العاقبة، فمن خافها لم يزل به الخوف حتى يؤمن. وخصّ الصلاة لأنها عماد الدين. ومن حافظ عليها كانت لطفاً في المحافظة على أخواتها.