الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنْ أَقِيمُواْ ٱلصَّلاةَ وَٱتَّقُوهُ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ ٱلْحَقُّ وَلَهُ ٱلْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ }

فإن قلت علام عطف قوله { وَأَنْ أَقِيمُواْ }؟ قلت على موضع { لِنُسْلِمَ } كأنه قيل وأمرنا أن نسلم، وأن أقيموا ويجوز أن يكون التقدير وأمرنا لأن نسلم ولأن أقيموا أي للإسلام ولإقامة الصلاة { قَوْلُهُ ٱلْحَقُّ } مبتدأ. ويوم يقول خبره مقدّماً عليه، وانتصابه بمعنى الاستقراء، كقولك يوم الجمعة القتال. واليوم بمعنى الحين. والمعنى أنه خلق السمٰوات والأرض قائماً بالحق والحكمة، وحين يقول لشيء من الأشياء { كُن } فيكون ذلك الشيء قوله الحق والحكمة، أي لا يكون شيئاً من السمٰوات والأرض وسائر المكونات إلا عن حكمة وصواب. و { يَوْمَ يُنفَخُ } ظرف لقوله { وَلَهُ ٱلْمُلْكُ } كقولهلّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ } ؟ غافر 16 ويجوز أن يكون { قَوْلُهُ ٱلْحَقُّ } فاعل يكون، على معنى وحين يقول لقوله الحق، أي لقضائه الحق { كُن } فيكون قوله الحق. وانتصاب اليوم لمحذوف دلّ عليه قوله { بِٱلْحَقّ } كأنه قيل وحين يكوّن ويقدّر يقوم بالحق { عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ } هو عالم الغيب، وارتفاعه على المدح.