الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَفِي ٱلأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ }

{ فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ } متعلق بمعنى اسم الله، كأنه قيل وهو المعبود فيها. ومنه قولهوَهُوَ ٱلَّذِى فِى ٱلسَّماء إِلَـٰهٌ وَفِى ٱلاْرْضِ إِلَـٰهٌ } الزخرف 84 أو وهو المعروف بالإلٰهية أو المتوحد بالإلٰهية فيها، أو هو الذي يقال له ــ الله ــ فيها- لا يشرك به في هذا الاسم، ويجوز أن يكون { الله فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ } خبراً بعد خبر على معنى أنه الله وأنه في السمٰوات والأرض بمعنى أنه عالم بما فيهما لا يخفى عليه منه شيء، كأن ذاته فيهما، فإن قلت كيف موقع قوله { يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ }؟ قلت إن أردت التوحد بالإلٰهية كان تقريراً له لأن الذي استوى في علمه السر والعلانية هو الله وحده، وكذلك إذا جعلت في السمٰوات خبراً بعد خبر، وإلا فهو كلام مبتدأ بمعنىهو يعلم سركم وجهركم.أو خبر ثالث { وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ } من الخير والشرّ، ويثيب عليه، ويعاقب.