الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىۤ أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ }

{ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً } أجل الموت { وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ } أجل القيامة. وقيلالأجل الأوّل ما بين أن يخلق إلى أن يموت. والثاني ما بين الموت والبعث وهو البرزخ. وقيل الأوّل النوم. والثاني الموت. فإن قلت المبتدأ النكرة إذا كان خبره ظرفاً وجب تأخيره، فلم جاز تقديمه في قوله { وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ }؟ قلت لأنه تخصـص بالصفة فقارب المعرفة، كقولهوَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مّن مُّشْرِكٍ } البقرة 221 فإن قلت الكلام السائر أن يقال عندي ثوب جيد، ولي عبد كيس، وما أشبه ذلك فما أوجب التقديم؟ قلت أوجبه أن المعنى وأي أجل مسمىً عنده تعظيماً لشأن الساعة، فلما جرى فيه هذا المعنى وجب التقديم.