الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـٰذِهِ ٱلأَنْعَٰمِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَٰجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَآءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حِكِيمٌ عَلِيمٌ }

كانوا يقولون في أجنة البحائر والسوائب ما ولد منها حياً فهو خالص للذكور لا تأكل منه الإناث، وما ولد منها ميتاً اشترك فيه الذكور الإناث. وأنث { خَالِصَةٌ } للحمل على المعنى، لأنّ مافي معنى الأجنة وذكر { وَأَنْعَمٌ حُرِّمَتْ } للحمل على اللفظ. ونظيرهوَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ } محمد 16 ويجوز أن تكون التاء للمبالغة مثلها في رواية الشعر. وأن تكون مصدراً وقع موقع الخالص، كالعاقبة أي ذو خالصة. ويدلّ عليه قراءة من قرأ «خالصة» بالنصب على أنّ قوله { لِّذُكُورِنَا } هو الخبر، وخالصة مصدر مؤكد، ولا يجوز أن يكون حالاً متقدمة، لأن المجرور لا يتقدم عليه حاله. وقرأ ابن عباس «خالصة» على الإضافة. وفي مصحف عبد الله «خالص». { وَإِن يَكُن مَّيْتَةً } وإن يكن ما في بطونها ميتة. وقرىء «وإن تكن»، بالتأنيث، على وإن تكن الأجنة ميتة. وقرأ أهل مكة «وإن تكن ميتة» بالتأنيث والرفع على كان التامة وتذكير الضمير في قوله { فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء } لأن الميتة لكل ميت ذكر أو أنثى، فكأنه قيل وإن يكن ميت فهم فيه شركاء { سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ } أي جزاء وصفهم الكذب على الله في التحليل والتحريم من قوله تعالىولا تقولوا لما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَـٰلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ } النحل 116.