الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ هَـٰذِهِ أَنْعَٰمٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَآ إِلاَّ مَن نَّشَآءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَٰمٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَٰمٌ لاَّ يَذْكُرُونَ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهَا ٱفْتِرَآءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

{ حِجْرٌ } فعل بمعنى مفعول كالذبح والطحن، ويستوي في الوصف به المذكر والمؤنث والواحد والجمع لأنّ حكمه حكم الأسماء غير الصفات وقرأ الحسن وقتادة { حِجرٌ } بضم الحاء. وقرأ ابن عباس «حرج»، وهو من التضييق وكانوا إذا عينوا أشياء من حرثهم وأنعامهم لآلهتهم قالوا { لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نَّشَاء } يعنون خدم الأوثان، والرجال دون النساء { وَأَنْعَـٰمٌ حُرّمَتْ ظُهُورُهَا } وهي البحائر والسوائب والحوامي { وَأَنْعَـٰمٌ لاَّ يَذْكُرُونَ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهَا } في الذبح، وإنما يذكرون عليها أسماء الأصنام. وقيل لا يحجون عليها ولا يلبون على ظهورها. والمعنى أنهم قسموا أنعامهم فقالوا هذا أنعام حجر، وأنعام محرّمة الظهور، وهذه أنعام لا يذكر عليها اسم الله. فجعلوها أجناساً بهواهم، ونسبوا ذلك التجنيس إلى الله { ٱفْتِرَاء عَلَيْهِ } أي فعلوا ذلك كله على جهة الافتراء - تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً - وانتصابه على أنه مفعول له أو حال، أو مصدر مؤكد، لأنّ قولهم ذلك في معنى الافتراء.