الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } * { وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }

كرر الأمر بالتقوى تأكيداً واتقوا الله في أداء الواجبات لأنه قرن بما هو عمل، واتقوا الله في ترك المعاصي لأنه قرن بما يجري مجرى الوعيد. والغد يوم القيامة، سماه باليوم الذي يلي يومك تقريباً له وعن الحسن لم يزل يقربه حتى جعله كالغد. ونحوه قوله تعالىكَأَن لَّمْ تَغْنَ بِٱلأَمْسِ } يونس 24 يريد تقريب الزمان الماضي. وقيل عبر عن الآخرة بالغد كأن الدنيا والآخرة نهاران يوم وغد. فإن قلت ما معنى تنكير النفس والغد؟ قلت أما تنكير النفس فاستقلال للأنفس النواظر فيما قد مْنَ للآخرة، كأنه قال فلتنظر نفس واحدة في ذلك. وأما تنكير الغد فلتعظيمه وإبهام أمره، كأنه قيل لغد لا يعرف كنهه لعظمه. وعن مالك بن دينار مكتوب على باب الجنة وجدنا ما عملنا، ربحنا ما قدّمنا. خسرنا ما خلفنا { نَسُواْ ٱللَّهَ } نسوا حقه، فجعلهم ناسين حق أنفسهم بالخذلان، حتى لم يسعوا لها بما ينفعهم عنده. أو فأراهم يوم القيامة من الأهوال ما نسوا فيه أنفسهم، كقوله تعالىلاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } إبراهيم 43.