الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلاَ تَتَنَاجَوْاْ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَتَنَاجَوْاْ بِٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } * { إِنَّمَا ٱلنَّجْوَىٰ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَيْسَ بِضَآرِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ }

{ يَٰۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ } خطاب للمنافقين الذين آمنوا بألسنتهم. ويجوز أن يكون للمؤمنين، أي إذا تناجيتم فلا تتشبهوا بأولئك في تناجيهم بالشر { وَتَنَـٰجَوْاْ بِٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ } وعن النبي صلى الله عليه وسلم 1140 " إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون صاحبهما فإنّ ذلك يحزنه " وروى «دون الثالث». وقرىء «فلا تناجوا» وعن ابن مسعود إذا انتجيتم فلا تنتجوا { إِنَّمَا ٱلنَّجْوَىٰ } اللام إشارة إلى النجوى بالإثم والعدوان، بدليل قوله تعالى { لِيَحْزُنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } والمعنى أنّ الشيطان يزينها لهم، فكأنها منه ليغيظ الذين آمنوا ويحزنهم { وَلَيْسَ } الشيطان أو الحزن { بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ }. فإن قلت كيف لا يضرهم الشيطان أو الحزن إلا بإذن الله؟ قلت كانوا يوهمون المؤمنين في نجواهم وتغامزهم أن غزاتهم غلبوا وأنّ أقاربهم قتلوا، فقال لا يضرهم الشيطان أو الحزن بذلك الموهم إلا بإذن الله، أي بمشيئته، وهو أن يقضي الموت على أقاربهم أو الغلبة على الغزاة. وقرىء «ليحزن» و«ليحزن».