الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَبِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ } * { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ }

{ أَفَبِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ } يعني القرآن { أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ } أي متهاونون به، كمن يدهن في الأمر، أي يلين جانبه ولا يتصلب فيه تهاوناً به { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ82 } على حذف المضاف، يعني وتجعلون شكر رزقكم التكذيب، أي وضعتم التكذيب موضع الشكر. وقرأ علي رضي الله عنه «وتجعلون شكركم أنكم تكذبون» وقيل هي قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمعنى وتجعلون شكركم لنعمة القرآن أنكم تكذبون به. وقيل نزلت في الأنواء ونسبتهم السقيا إليها. والرزق المطر، يعني وتجعلون شكر ما يرزقكم الله من الغيث أنكم تكذبون بكونه من الله، حيث تنسبونه إلى النجوم. وقرىء «تكذبون» وهو قولهم في القرآن شعر وسحر وافتراء. وفي المطر وهو من الأنواء، ولأنّ كل مكذب بالحق كاذب.