الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ } * { ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ } * { لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ } * { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ } * { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ }

أفرأيتم ما تحرثونـ ـه من الطعام، أي تبذرون حبه وتعملون في أرضه { ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ } تنبتونه وتردونه نباتاً، يرف وينمي إلى أن يبلغ الغاية. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1125 " لا يقولن أحدكم زرعت، وليقل حرثت " قال أبو هريرة أرأيتم إلى قوله { أَفَرَءَيْتُم... } الآية. والحطام من حطم، كالفتات والجذاذ من فت وجذ وهو ما صار هشيماً وتحطم { فَظَلْتُمْ } وقرىء بالكسر فظللتم على الأصل { تَفَكَّهُونَ } تعجبون. وعن الحسن رضي الله عنه تندمون على تعبكم فيه وإنفاقكم عليه. أو على ما اقترفتم من المعاصي التي أصبتم بذلك من أجلها. وقرىء «تفكنون» ومنه الحديث 1126 " مثل العالم كمثل الحمة يأيتها البعدآء ويتركها القرباء فبيناهم إذ غار ماؤها فانتفع بها قوم وبقي قوم يتفكنون " أي يتندمون { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ 66 } لملزمون غرامة ما أنفقنا. أومهلكون لهلاك رزقنا، من الغرام وهو الهلاك { بَلْ نَحْنُ } قوم { مَحْرُومُونَ } محارفون محدودون، لا حظ لنا ولا بخت لنا ولو كنا مجدودين، لما جرى علينا هذا. وقرىء «أئنا».