الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } * { يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ } * { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } * { وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِٱلْبَصَرِ }

{ فِى ضَلَـٰلٍ وَسُعُرٍ } في هلاك ونيران. أو في ضلال عن الحق في الدنيا، ونيران في الآخرة { مَسَّ سَقَرَ } كقولك وجد مس الحمى وذاق طعم الضرب لأنّ النار إذا أصابتهم بحرهاولفحتهم بإيلامها، فكأنها تمسهم مساً بذلك، كما يمس الحيوان ويباشر بما يؤذى ويؤلم. وذوقوا على إرادة القول. وسقر علم لجهنم. من سقرته النار وصقرته إذا لوحته. قال ذو الرمّة
إذَا ذَابَتِ الشَّمْسُ اتقى صَقَرَاتِهَا بِأَفْنَانِ مَرْبُوعِ الصَّرِيمَةِ مُعْبِلِ   
وعدم صرفها للتعريف والتأنيث { كُلَّ شَىْءٍ } منصوب بفعل مضمر يفسره الظاهر وقرىء «كل شيء» بالرفع «والقدر والقدر» التقدير. وقرىء بهما، أي خلقنا كل شيء مقدّراً محكماً مرتباً على حسب ما اقتضته الحكمة. أو مقدّراً مكتوباً في اللوح. معلوماً قبل كونه، قد علمنا حاله وزمانه { وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وٰحِدَةٌ } إلا كلمة واحدة سريعة التكوين { كَلَمْحٍ بِٱلْبَصَرِ } أراد قوله كن، يعني أنه إذا أراد تكوين شيء لم يلبث كونه.