الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ أَكُفَّٰرُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي ٱلزُّبُرِ } * { أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ } * { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } * { بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ }

{ أَكُفَّـٰرُكُمْ } يا أهل مكة { خَيْرٌ مّنْ أُوْلَـئِكُمْ } الكفار المعدودين قوم نوح وهود وصالح ولوط وآل فرعون، أي أهم خير قوّة وآلة ومكانة في الدنيا. أو أقل كفراً وعناداً يعني أنّ كفاركم مثل أولئك بل شر منهم { أَمْ } أنزلت عليكم يا أهل مكة { بَرَاءةٌ } في الكتب المتقدّمة. أنّ من كفر منكم وكذب الرسل كان آمناً من عذاب الله، فأمنتم بتلك البراءة { نَحْنُ جَمِيعٌ } جماعة أمرنا مجتمع { مُّنتَصِرٌ } ممتنع لا نرام ولا نضام. وعن أبي جهل أنه ضرب فرسه يوم بدر، فتقدَّم في الصف وقال نحن ننتصر اليوم من محمد وأصحابه، فنزلت { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ } عن عكرمة 1113 لما نزلت هذه الآية قال عمر أي جمع يهزم، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع ويقول «سيهزم الجمع» عرف تأولها { وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } أي الأدبار كما قال
كُلُوا فِي بَعْضِ بَطْنِكُمُ تَعِفُّوا   
وقرىء «الأدبار» { أَدْهَىٰ } أشدّ وأفظع. والداهية الأمر المنكر الذي لا يهتدي لدوائه { وَأَمَرُّ } من الهزيمة والقتل والأسر. وقرىء «سنهزم الجمع».