الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلاَئِكَةَ تَسْمِيَةَ ٱلأُنْثَىٰ } * { وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً } * { فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱهْتَدَىٰ }

{ لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ } أي كل واحد منهم { تَسْمِيَةَ ٱلأُنثَىٰ } لأنهم إذا قالوا الملائكة بنات الله، فقد سموا كل واحد منهم بنتاً وهي تسمية الأنثى { بِهِ مِنْ عِلْمٍ } أي بذلك وبما يقولون. وفي قراءة أبيّ «بها»، أي بالملائكة. أو التسمية { لاَ يُغْنِى مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئًا } يعني إنما يدرك الحق الذي هو حقيقة الشيء وما هو عليه بالعلم والتيقن لا بالظنّ والتوهم { فَأَعْرِضْ } عن دعوة من رأيته معرضاً عن ذكر الله وعن الآخرة ولم يرد إلا الدنيا، ولا تتهالك على إسلامه، ثم قال { إِنَّ رَّبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ } أي إنما يعلم الله من يجيب ممن لا يجيب، وأنت لا تعلم، فخفض على نفسك ولا تتعبها، فإنك لا تهدي من أحببت، وما عليك إلا البلاغ. وقوله تعالى { ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مّنَ ٱلْعِلْمِ } اعتراض أو فأعرض عنه ولا تقابله، إنّ ربك هو أعلم بالضال والمهتدي، وهو مجازيهما بما يستحقان من الجزاء.