الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } * { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ }

{ وَفِى مُوسَىٰ } عطف على { وَفِى ٱلأَرْضِ ءايَـٰتٌ } أو على قوله { وَتَرَكْنَا فِيهَا ءايَةً } على معنى وجعلنا في موسى آية كقوله
عَلَفْتُهَا تِبْناً وَمَاءً بَارِداً   
{ فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ } فأزورّ، وأعرض، كقوله تعالىوَنَأَى بِجَانِبِهِ } فصلت 51 وقيل فتولى بما كان يتقوّى به من جنوده وملكه. وقرىء «بركنه»، بضم الكاف { وَقَالَ سَـٰحِرٌ } أي هو ساحر { مُلِيمٌ } آت بما يلام عليه من كفره وعناده، والجملة مع الواو حال من الضمير في فأخذناه. فإن قلت كيف وصف نبيّ الله يونس صلوات الله عليه بما وصف به فرعون في قوله تعالىفَٱلْتَقَمَهُ ٱلْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ } الصافات 142؟ قلت موجبات اللوم تختلف وعلى حسب اختلافهما تختلف مقادير اللوم، فراكب الكبيرة ملوم على مقدارها، وكذلك مقترف الصغيرة. ألا ترى إلى قوله تعالىوَعَصَوْاْ رُسُلَهُ } هود 59،وَعَصَىٰ ءادَمُ رَبَّهُ } طه 121 لأنّ الكبيرة والصغيرة يجمعهما اسم العصيان، كما يجمعهما اسم القبيح والسيئة.