الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ قُتِلَ ٱلْخَرَّاصُونَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ } * { يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ } * { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ }

{ قُتِلَ ٱلْخَرَّٰصُونَ } دعاء عليهم، كقوله تعالىقُتِلَ ٱلإِنسَـٰنُ مَا أَكْفَرَهُ } عبس 17 وأصله الدعاء بالقتل والهلاك، ثم جرى مجرى لعن وقبح. والخرّاصون الكذابون المقدرون ما لا يصح، وهم أصحاب القول المختلف، واللام إشارة إليهم، كأنه قيل قتل هؤلاء الخراصون. وقرىء «قتل الخراصين» أي قتل الله { فِى غَمْرَةٍ } في جهل يغمرهم { سَـاهُونَ } غافلون عما أمروا به { يَسْـئَلُونَ } فيقولون «أيان يوم الدين» أي متى يوم الجزاء؟ وقرىء بكسر الهمزة وهي لغة. فإن قلت كيف وقع أيان ظرفاً لليوم، وإنما تقع الأحيان ظروفاً للحدثان؟ قلت معناه أيان وقوع يوم الدين. فإن قلت فيم انتصب اليوم الواقع في الجواب؟ قلت بفعل مضمر دلّ عليه السؤال، أي يقع يوم هم على النار يفتنون، ويجوز أن يكون مفتوحاً لإضافته إلى غير متمكن وهي الجملة. فإن قلت فما محله مفتوحاً؟ قلت يجوز أن يكون محله نصباً بالمضمر الذي هو يقع ورفعا على هو يوم هم على النار يفتنون. وقرأ ابن أبي عبلة بالرفع { يُفْتَنُونَ } يحرقون ويعذبون. ومنه الفتين وهي الحرّة لأن حجارتها كأنها محرقة { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ } في محل الحال، أي مقولاً لهم هذا القول { هَـٰذَا } مبتدأ، و { ٱلَّذِى } خبره، أي هذا العذاب هو الذي { كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } ويجوز أن يكون هذا بدلاً من فتنتكم أي ذوقوا هذا العذاب.