الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ قرِينُهُ رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ }

فإن قلت لم أخليت هذه الجملة عن الواو وأدخلت على الأولى؟ قلت لأنها استؤنفت كما تستأنف الجمل الواقعة في حكاية التقاول كما رأيت في حكاية المقاولة بين موسى وفرعون. فإن قلت فأين التقاول هٰهنا؟ قلت لما قال قرينه { هَـٰذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ } وتبعه قوله { قَالَ قرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ } وتلاهلاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَىَّ } ق 28 علم أنّ ثم مقاولة من الكافر، لكنها طرحت لما يدل عليها، كأنه قال رب هو أطغاني، فقال قرينه ربنا ما أطغيته. وأمّا الجملة الأولى فواجب عطفها للدلالة على الجمع بين معناها ومعنى ما قبلها في الحصول، أعني مجيء كل نفس مع الملكين وقول قرينه ما قال له { مَا أَطْغَيْتُهُ } ما جعلته طاغياً، وما أوقعته في الطغيان، ولكنه طغى واختار الضلالة على الهدى كقوله تعالىوَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُمْ مّن سُلْطَـٰنٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِى } إبراهيم 22.