الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ }

عيى بالأمر إذا لم يهتد لوجه عمله، والهمزة للإنكار. والمعنى أنا لم نعجز كما علموا عن الخلق الأول، حتى نعجز عن الثاني، ثم قال هم لا ينكرون قدرتنا على الخلق الأوّل، واعترافهم بذلك في طيه الاعتراف بالقدرة على الإعادة { بَلْ هُمْ فِى لَبْسٍ } أي في خلط وشبهة. قد لبس عليهم الشيطان وحيرهم. ومنه قول علي رضي الله عنه يا حار، إنه لملبوس عليك، اعرف الحق تعرف أهله. ولبس الشيطان عليهم تسويله إليهم أن إحياء الموتى أمر خارج عن العادة، فتركوا لذلك القياس الصحيح أن من قدر على الإنشاء كان على الإعادة أقدر. فإن قلت لم نكر الخلق الجديد، وهلا عرّف الخلق الأول؟ قلت قصد في تنكيره إلى خلق جديد له شأن عظيم وحال شديد. حق من سمع به أن يهتم به ويخاف، ويبحث عنه ولا يقعد على لبس في مثله.