الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَحَسِبُوۤاْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }

فإن قلت كيف دخل فعل الحسبان على أن التي للتحقيق؟ قلت نزل حسبانهم لقوّته في صدورهم منزلة العلم فإن قلت فأين مفعولا حسب؟ قلت سدّ ما يشتمل عليه صلة أن وأنّ من المسند والمسند إليه مسدّ المفعولين، والمعنى وحسب بنو إسرائيل أنه لا يصيبهم من الله فتنة، أي بلاء وعذاب في الدنيا والآخرة { فَعَمُواْ } عن الدين { وَصَمُّواْ } حين عبدوا العجل، ثم تابوا عن عبادة العجل فـــ { تَابَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ } كرة ثانية بطلبهم المحال غير المعقول في صفات الله وهو الرؤية وقرىء «عموا وصموا»، بالضم على تقدير عماهم الله وصمهم، أي رماهم وضربهم بالعمى والصمم، كما يقال نزكته إذا ضربته بالنيزك وركبته إذا ضربته بركبتك { كَثِيرٌ مّنْهُمْ } بدل من الضمير أو على قولهم أكلوني البراغيث، أو هو خبر مبتدأ محذوف أي أولئك كثير منهم.