الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَآءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَىٰ أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ }

{ لَقَدْ أَخَذْنَا } ميثاقهم بالتوحيد { وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً } ليقفوهم على ما يأتون وما يذرون في دينهم { كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ } جملة شرطية وقعت صفة لرسلاً، والراجع محذوف أي رسول منهم { بِمَا لاَ تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ } بما يخالف هواهم ويضادّ شهواتهم من مشاق التكليف والعمل بالشرائع. فإن قلت أين جواب الشرط فإن قوله { فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ } ناب عن الجواب، لأن الرسول الواحد لا يكون فريقين ولأنه يحسن أن تقول إن أكرمت أخي أخاك أكرمت؟ قلت هو محذوف يدل عليه قوله { فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ } كأنه قيل كلما جاءهم رسول منهم ناصبوه، وقوله { فَرِيقاً كَذَّبُواْ } جواب مستأنف لقائل يقول كيف فعلوا برسلهم؟ فإن قلت لم جيء بأحد الفعلين ماضياً وبالآخر مضارعاً؟ قلت جيء يقتلون على حكاية الحال الماضية استفظاعاً للقتل واستحضاراً لتلك الحال الشنيعة للتعجب منها. قرىء أن لا يكون، بالنصب على الظاهر. وبالرفع عن أن هي المخففة من الثقيلة، أصله أنه لا يكون فتنة فخففت أن وحذف ضمير الشأن.