الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـٰذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ ٱلنَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }

{ وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً } وهي ما يفيء على المؤمنين إلى يوم القيامة { فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـٰذِهِ } المغانم يعني مغانم خيبر { وَكَفَّ أَيْدِىَ ٱلنَّاسِ عَنْكُمْ } يعني أيدي أهل خيبر وحلفاؤهم من أسد وغطفان حين جاؤوا لنصرتهم، فقذف الله في قلوبهم الرعب فنكصوا. وقيل أيدي أهل مكة بالصلح { وَلِتَكُونَ } هذه الكفة { ءَايَةً لّلْمُؤْمِنِينَ } وعبرة يعرفون بها أنهم من الله تعالى بمكان، وأنه تعالى ضامن نصرهم والفتح عليهم. وقيل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة في منامه، ورؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم وحي، فتأخر ذلك إلى السنة القابلة، فجعل فتح خيبر علامة وعنواناً لفتح مكة { وَيَهْدِيَكُمْ صِرٰطاً مُّسْتَقِيماً } ويزيدكم بصيرة ويقيناً، وثقة بفضل الله.