الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ }

{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يحتمل الرفع على الابتداء والنصب بما يفسره { فَتَعْساً لَّهُمْ } كأنه قال أتعس الذين كفروا. فإن قلت علام عطف قوله { وَأَضَلَّ أَعْمَـٰلَهُمْ }؟ قلت على الفعل الذي نصب تعساً لأنّ المعنى فقال تعسا لهم، أو فقضى تعسا لهم. وتعسا له نقيض «لَعَاَّلَهُ» قال الأعشى
فَالتَّعْسُ أَوْلَى لَهَا مِنْ أَنْ أَقُولَ لَعَا   
يريد فالعثور والانحطاط أقرب لها من الانتعاش والثبوت. وعن ابن عباس رضي الله عنهما يريد في الدنيا القتل، وفي الآخرة التردي في النار { كَرِهُواْ } القرآن وما أنزل الله فيه من التكاليف والأحكام، لأنهم قد ألفوا الإهمال وإطلاق العنان في الشهوات والملاذ فشق عليهم ذلك وتعاظمهم.