الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلسَّلْمِ وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ }

{ فَلاَ تَهِنُواْ } ولا تضعفوا ولا تذلوا للعدوّ و لا { تَدْعُواْ إِلَى ٱلسَّلْمِ } وقرىء «السلم» وهم المسالمة { وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ } أي الأغلبون الأقهرون { وَٱللَّهُ مَعَكُمْ } أي ناصركم. وعن قتادة لا تكونوا أوّل الطائفتين ضرعت إلى صاحبتها بالموادعة. وقرىء «لا تدّعوا من ادّعى القوم وتداعوا إذا دعوا. نحو قولك ارتموا الصيد وتراموه. وتدعوا مجزوم لدخوله في حكم النهى. أو منصوب لإضمار أنْ. ونحو قوله تعالى { وَأَنتُمُ الاْعْلَوْنَ } قوله تعالىإِنَّكَ أَنتَ ٱلاْعْلَىٰ } طه 68. { وَلَن يَتِرَكُمْ } من وترت الرجل إذا قتلت له قتيلاً من ولد أو أخ أو حميم، أو حربته، وحقيقته أفردته من قريبه أو ماله، من الوتر وهو الفرد فشبه إضاعة عمل العامل وتعطيل ثوابه بوتر الواتر، وهو من فصيح الكلام. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام 1038 " من فاتته صلاة العصر، فكأنما وتر أهله وماله " أي أفرد عنهما قتلاً ونهباً.