{ وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعْمَـٰلَكُمْ } أي لا تحبطوا الطاعات بالكبائر، كقوله تعالى{ لا تَرْفَعُواْ أَصْوٰتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِىّ } الحجرات 2 إلى أن قال{ أَن تَحْبَطَ أَعْمَـٰلُكُمْ } الحجرات 20 وعن أبي العالية كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الشرك عمل، حتى نزلت { وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعْمَـٰلَكُمْ } فكانوا يخافون الكبائر على أعمالهم. وعن حذيفة فخافوا أن تحبط الكبائر أعمالهم. وعن ابن عمر كنا نرى أنه ليس شيء من حسناتنا إلا مقبولاً، حتى نزل { وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعْمَـٰلَكُمْ } فقلنا ما هذا الذي يبطل أعمالنا؟ فقلنا الكبائر الموجبات والفواحش، حتى نزل{ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء } النساء 116 فكففنا عن القول في ذلك، فكنا نخاف على من أصاب الكبائر ونرجو لمن لم يصبها. وعن قتادة رحمه الله رحم الله عبداً لم يحبط عمله الصالح بعمله السيء. وقيل لا تبطلوها بمعصيتهما. وعن ابن عباس رضي الله عنهما لا تبطلوها بالرياء والسمعة، وعنه بالشك والنفاق، وقيل بالعجب فإنّ العجب يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. وقيل ولا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى.