الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ بِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلْبَاطِلَ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ }

{ ذَلِكَ } مبتدأ وما بعده خبره، أي ذلك الأمر وهو إضلال أعمال أحد الفريقين وتكفير سيئات الثاني كائن بسبب اتباع هؤلاء الباطل وهؤلاء الحق. ويجوز أن يكون ذلك خبر مبتدأ محذوف، أي الأمر كما ذكر بهذا السبب، فيكون محل الجار والمجرور منصوباً على هذا، ومرفوعاً على الأوّل و { ٱلْبَـٰطِلُ } ما لا ينتفع به. وعن مجاهد الباطل الشيطان، وهذا الكلام يسميه علماء البيان التفسير { كذلك } مثل ذلك الضرب { يَضْرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَـٰلَهُمْ } والضمير راجع إلى الناس، أو إلى المذكورين من الفريقين، على معنى أنه يضرب أمثالهم لأجل الناس ليعتبروا بهم. فإن قلت أين ضرب الأمثال؟ قلت في أن جعل اتباع الباطل مثلاً لعمل الكفار، واتباع الحق مثلاً لعمل المؤمنين. أو في أن جعل الإضلال مثلاً لخيبة الكفار، وتكفير السسيئات مثلاً لفوز المؤمنين.