الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ ٱللَّهُ أَضْغَانَهُمْ } * { وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ }

{ أَضْغَـٰنَهُمْ } أحقادهم وإخراجها إبرازها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين. وإظهارهم على نفاقهم وعداوتهم لهم، وكانت صدورهم تغلى حنقاً عليهم { لارَيْنَـٰكَهُمْ } لعرفناكهم ودللناك عليهم. حتى تعرفهم بأعيانهم لا يخفون عليك { بِسِيمَـٰهُمْ } بعلامتهم وهو أن يسمهم الله تعالى بعلامة يُعلمون بها. وعن أنس رضي الله عنه 1037 ما خفي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية شيء من المنافقين كان يعرفهم بسيماهم، ولقد كنا في بعض الغزوات وفيها تسعة من المنافقين يشكوهم الناس، فناموا ذات ليلة وأصبحوا وعلى جبهة كل واحد منهم مكتوب هذا منافق. فإن قلت أي فرق بين اللامين في { فَلَعَرَفْتَهُم } و { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ }؟ قلت الأولى هي الداخلة في جوابلو كالتي في { لأَرَيْنَـٰكَهُمْ } كررت في المعطوف، وأما اللام في { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ } فواقعة مع النون في جواب قسم محذوف { فِى لَحْنِ ٱلْقَوْلِ } في نحوه وأسلوبه. وعن ابن عباس هو قولهم ما لنا إن أطعنا من الثواب؟ ولا يقولون ما علينا إن عصينا من العقاب. وقيل اللحن أن تلحن بكلامك، أي تميله إلى نحو من الأنحاء ليفطن له صاحبك كالتعريض والتورية. قال
وَلَقَدْ لَحَنْتُ لَكُم لِكَيْمَا تَفْقَهُوا وَاللَّحْنُ يَعْرِفُهُ ذَوُو الأَلْبَابِ   
وقيل للمخطىء لاحن لأنه يعدل بالكلام عن الصواب.