{ مِن فِرْعَوْنَ } بدل من العذاب المهين، كأنه في نفسه كان عذاباً مهيناً، لإفراطه في تعذيبهم وإهانتهم. ويجوز أن يكون المعنى من العذاب المهين واقعاً من جهة فرعون. وقرىء «من عذاب المهين» ووجهه أن يكون تقدير قوله { مِن فِرْعَوْنَ } من عذاب فرعون، حتى يكون المهين هو فرعون. وفي قراءة ابن عباس من فرعون، لما وصف عذاب فرعون بالشدة والفظاعة قال من فرعون، على معنى هل تعرفونه من هو في عتوّه وشيطنته، ثم عرف حاله في ذلك بقوله { إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } أي كبيراً رفيع الطبقة، ومن بينهم فائقاً لهم، بليغاً في إسرافه. أو عالياً متكبراً، كقوله تعالى{ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِى ٱلاْرْضِ } القصص 4. و { مِّنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } خبر ثان، كأنه قيل إنه كان متكبراً مسرفاً.