الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ حـمۤ } * { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } * { إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } * { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } * { أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } * { رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ } * { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ }

الواو في { وَٱلْكِتَـٰبِ } واو القسم، إن جعلت حم تعديداً للحروف أو اسماً للسورة، مرفوعاً على خبر الابتداء المحذوف وواو العطف إن كانت حم مقسماً بها. وقوله { إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ } جواب القسم، والكتاب المبين للقرآن. والليلة المباركة ليلة القدر. وقيل ليلة النصف من شعبان، ولها أربعة أسماء الليلة المباركة، وليلة البراءة، وليلة الصكّ، وليلة الرحمة وقيل بينها وبين ليلة القدر أربعون ليلة. وقيل في تسميتها ليلة البراءة والصكّ أن البندار إذا استوفى الخراج من أهله كتب لهم البراءة، كذلك الله عز وجل يكتب لعباده المؤمنين البراءة في هذه الليلة. وقيل هي مختصة بخمس خصال تفريق كل أمر حكيم وفضيلة العبادة فيها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 1010 " من صلى في هذه الليلة مائة ركعة أرسل الله إليه مائة ملك ثلاثون يبشرونه بالجنة، وثلاثون يؤمنونه من عذاب النار، وثلاثون يدفعون عنه آفات الدنيا. وعشرة يدفعون عنه مكايد الشيطان " ونزول الرحمة قال عليه الصلاة والسلام 1011 " إنّ الله يرحم أمتي في هذه الليلة بعدد شعر أغنام بني كلب " وحصول المغفرة قال عليه الصلاة والسلام 1012 " إنّ الله تعالى يغفر لجميع المسلمين في تلك الليلة إلا لكاهن أو ساحر أو مشاحن أو مدمن خمر أو عاق للوالدين، أو مصرّ على الزنا " وما أعطى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من تمام الشفاعة، وذلك 1013 أنه سأل ليلة الثالث عشر من شعبان في أمّته. فأعطى الثلث منها، ثم سأل ليلة الرابع عشر فأعطي الثلثين، ثم سأل ليلة الخامس عشر فأعطي الجميع، إلا من شرد عن الله شراد البعير. ومن عادة الله في هذه الليلة أن يزيد فيها ماء زمزم زيادة ظاهرة. والقول الأكثر أنّ المراد بالليلة المباركة ليلة القدر، لقوله تعالىإِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ } القدر 1 ولمطابقة قوله { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ 4 } لقوله { تَنَزَّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ 4 } وقول تعالىشَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ } البقرة 185 وليلة القدر في أكثر الأقاويل في شهر رمضان. فإن قلت ما معنى إنزال القرآن في هذه الليلة؟ قلت قالوا أنزل جملة واحدة من السماء السابعة إلى السماء الدنيا، وأمر السفرة الكرام بانتساخه في ليلة القدر، وكان جبريل عليه السلام ينزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم نجوماً نجوماً. فإن قلت { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } ما موقع هاتين الجملتين؟ قلت هما جملتان مستأنفتان ملفوفتان. فسر بهما جواب القسم الذي هو قوله تعالىإِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ }

السابقالتالي
2 3