الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقِيلِهِ يٰرَبِّ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ } * { فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }

{ وَقِيلِهِ } قرىء بالحركات الثلاث، وذكر في النصب عن الأخفش أنه حمله على أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم وقيله وعنه وقال قيله. وعطفه الزجاج على محل الساعة، كما تقول عجبت من ضرب زيد وعمراً، وحمل الجرّ على لفظ الساعة، والرفع على الابتداء، والخبر ما بعده وجوّز عطفه على علم الساعة على تقدير حذف المضاف. معناه وعنده علم الساعة وعلم قيله. والذي قالوه ليس بقوي في المعنى مع وقوع الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بما لا يحسن اعتراضاً، ومع تنافر النظم. وأقوى من ذلك وأوجه أن يكون الجرّ والنصب على إضمار حرف القسم وحذفه، والرفع على قولهم أيمن الله، وأمانة الله، ويمين الله، ولعمرك، ويكون قوله { إِنَّ هَـؤلآَءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ } جواب القسم، كأنه قيل وأقسم بقيله يا رب. أو وقيله يا رب قسمي إنّ هؤلاء قوم لا يؤمنون { فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ } فأعرض عن دعوتهم يائساً عن إيمانهم، وودعهم وتاركهم، { وَقُلْ } لهم { سَلَـٰمٌ } أي تسلم منكم ومتاركة { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } وعيد من الله لهم وتسلية لرسوله صلى الله عليه وسلم. والضمير في { وَقِيلِهِ } لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإقسام الله بقيله رفع منه وتعظيم لدعائه والتجائه إليه. عن النبي صلى الله عليه وسلم 1109 " من قرأ سورة الزخرف كان ممن يقال له يوم القيامة يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون، ادخلوا الجنة بغير حساب ".