الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّآ آسَفُونَا ٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ } * { فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِّلآخِرِينَ }

{ ءَاسَفُونَا } منقول من أسف أسفاً إذا اشتد غضبه. ومنه الحديث في موت الفجأة 1004 " رحمة للمؤمن وأخذة أسف للكافر " ومعناه أنهم أفرطوا في المعاصي وعدوا طورهم، فاستوجبوا أن نعجل لهم عذابنا وانتقامنا، وأن لا نحلم عنهم. وقرىء «سلفا» جمع سالف، كخادم وخدم. وسلفا - بضمتين - جمع سليف، أي فريق قد سلف. وسلفا جمع سلفة، أي ثلة قد سلفت. ومعناه فجعلناهم قدوة للآخرين من الكفار، يقتدون بهم في استحقاق مثل عقابهم ونزوله بهم، لإتيانهم بمثل أفعالهم، وحديثاً عجيب الشأن سائراً مسير المثل، يحدثون به ويقال لهم مثلكم مثل قوم فرعون.